عَلَمُ إماراتنا يتحدّثُ


عُمُري من عمر الاتحاد.

وُلدتُ يوم الثاني من ديسمبر لعام واحد وسبعين وتسعمائة وألف.

أنا توأم الاتحاد، وشقيق السلام الوطني، وراية انتصار العزيمة والإصرار، وعنوان العنفوان.

تراني أرفرف لأني أهتز زهواً لذكرى ارتفاعي عالياً بيد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.

وتراني أهتز هزة الكبرياء لأن تلك الذكرى المجيدة كانت إعلان قيام دولة الاتحاد، دولة القوة والمنعة، دولة العزة والتمكين، دولة المستقبل الزاهر.

أنا الشاهد الصادق على تضحيات الأبطال وإنجازات الرجال وتحقيق الآمال.

أنا الأبيض الأخضر الأسود الأحمر المستطيل الجليّ البهيّ، ساكن الأعالي، دلالة الاستقرار والأمن والأمان. أتحدّاك ألا تشعر بالاطمئنان لمجرد رؤيتي خفّاقاً.

يُطرِقون الرأس ويحنون الهام في حضرتي احتراماً وإجلالاً، لأني أعلو دليلاً على المآثر الوطنية الكبرى وأقف حارساً أميناً على الصروح الوطنية العظمى.

إذا أردت أن تنظر إلي لا بد أن تنظر للأعلى. هي طريقتي في تلقين الدروس في علو الهمّة واستهداف القِمّة. علمٌ... نعم، لكني معلم كبير أيضاً.

أرتقي السارية مفرداً مبتعداً لكني أسكن القلوب النابضة بدماء الولاء والانتماء.

أنا قرين الصباحات المدرسية التي تملأ الذاكرة دفئاً وأحلاماً، أتلقّى كل صباح تحيّة الصغار الطفولية في المدارس، وتحيّة الجنود العسكرية في الجبهات، وأردَ للجميع التحية رفرفات وخفقات وبسماتٍ ملونة.

أتنازل عن مكانتي من أجل الشهداء، لألتفّ بأسى وحزن وحنوّ لكن بفخر واعتزاز أيضاً على جثامين من بذلوا أرواحهم لرفعتي وشموخي.

لهم المجد والخلود والجنان الشهداء الأبرار.

أنا مصدر السعادة، ورمز السيادة، والأمين على رؤية القيادة.

أنا العَلَمُ، وكفى.