فارس التنمية


التنمية كلمة المرور إلى العصر.

طالما قالها للعالم العربي سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وما مل تكرارها.

قال: لا بد من التنمية إذا أردنا العبور من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل.

لكن البعض أصر على استخدام كلمات مرور عفا عليها الزمن وتجاوزها نظام الحياة العربية. وكثر ظلوا تحت تأثير الشعار: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

حسناً، ولكن أي معركة؟

هي معركة التنمية. أي معارك أخرى لا قيمة لها في هذا الزمان.

والأبطال في هذا العصر على حلبة القرن الحادي والعشرين: أبطال تنمية. وإلا ... أبطال طواحين هواء.

التنمية عدة وعتاد من يرغبون بالنجاة في معركة الوجود التي تدور رحاها اليوم في كل قارات العالم.

التنمية درع العالم العربي الذي يمكن أن يحميه من شبح الكوارث الجاثم على صدر المنطقة.

في رؤيته السباقة، كان سموه أسرع من أعلن أن دواء الماضي لا يشفي داء الحاضر، فضلاً عن علل الماضي المزمنة، ناهيك عن المستقبل.

عرف سموه أن من يرضى بموقع على هامش كتاب التطور، لا يلبث إلا قليلاً حتى يسقط خارج الصفحة.

أدرك سموه أن المقاعد على طاولة المستقبل محدودة، وأن المكانة الأبرز ليست لمن يكررون أنغام الماضي، بل لمن يبتكرون إيقاع المستقبل.

كان سموه ينظر فيرى ساحة عربية مترامية الأطراف تخلو من المثال، فأراد أن يقدم المثال.

كان ينظر فيرى عالماً عربياً يفتقر إلى التجربة الرائدة، يخلو من القدوة الحقة، يعدم النموذج المبتكر، وأراد للإمارات أن تكون القدوة العربية في التنمية.

كان لسان حال خططه ومشاريعه ومبادراته يقول لكل من توقف عقله عند حلول القرن العشرين: "إنها التنمية يا غبي".

وكان لسان حال العالم العربي: لا تجربة تنموية عصرية لدينا نصنع على غرارها، ونحذو حذوها، وننهج نهجها.

كان قد وقع المحذور. انقلب العالم العربي رأساً على عقب، وتململ المارد في قمقمه، وارتج مركب الإقليم وسط أمواج العصر.

منذ ذاك، أحيلت إلى التقاعد الكثير من الرؤى والاستراتيجيات والسياسات والخطط على مستويات العمل الحكومي والإداري العربي، بعد أن ظن الكثيرون أنها خالدة خلود الزمن، باقية بقاء الدهر.

أصبحت كلها في ركام الأرشيف. وكان لا بد من أن يبزغ نجم التجربة العربية البديلة.

كان سموه الأسرع في التقاط إشارات اللحظة، الأذكى في تشخيص الحالة، الأنجح في وصف الحلول، والأكفأ في إرسال الرسائل إلى كل من يهمه الأمر من قادة ومسؤولين وحكومات على امتداد العالم العربي.

رهانات سموه كانت الأسرع والأصوب: التنمية والشباب والمستقبل.

ولأن هموم الكبار كبار، لم تقتصر مشاغل سموه على دولة الإمارات العربية المتحدة.

بحسه العربي الأصيل كان يعلم ويؤكد: إمارات في محيط عربي مزدهر هي أكثر ازدهاراً، إمارات في عالم عربي متقدم هي أكثر تقدماً، إمارات في إقليم عربي متطور هي أكثر تطوراً.

انتقى مكونات التجربة التنموية الإماراتية، وأنضجها على نار الخبرة، وقدمها على طبق من ذهب الرؤية والفكر والعمل.

أثبت سموه جدارة وحداثة التجربة التنموية الإماراتية وعرضها بكرمه المعهود قائلاً: إليكم خبرتنا وتجربتنا. خذوا عنا كما يحلو لكم. لا نبخل عليكم بها. هاكم تجربة الإمارات. 

ذلك ما فعله سموه بكفاءة وسخاء مشهودين.

أراد التنمية درعاً للعالم العربي أمام تحديات العصر، فنال درع التنمية تقديراً مستحقاً عن مسيرة تنموية مظفرة.

درع العمل التنموي العربي لسموه اعتراف عربي شامل بصواب الرؤية وأسبقية الإنجاز وأحقية الريادة.

وأضيف هذه. سيدي صاحب السمو، لقد فازت الجائزة بكم.